الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
12004 5481 - (12412) - (3\139) عن ثابت، قال: قلت لأنس: يا أبا حمزة! حدثنا من هذه الأعاجيب شيئا شهدته، لا نحدثه عن غيرك. قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر يوما، ثم انطلق حتى قعد على المقاعد التي كان يأتيه عليها جبريل، فجاء بلال فناداه بالعصر، فقام كل من كان له بالمدينة أهل يقضي الحاجة، ويصيب من الوضوء، وبقي رجال من المهاجرين ليس لهم أهالي بالمدينة، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح أروح، فيه ماء، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم كفه في الإناء، فما وسع الإناء كف رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها، فقال بهؤلاء الأربع في الإناء. ثم قال: " ادنوا فتوضؤوا " ، ويده في الإناء، فتوضؤوا حتى ما بقي منهم أحد إلا توضأ. قال: قلت: يا أبا حمزة! كم تراهم؟ قال: بين السبعين والثمانين.

التالي السابق


* قوله : " لا نحدثه " : - بالنون - ; أي: " نرويه عن غيرك.

* " بقدح روح فيه ماء " : هكذا في نسختنا، وفي بعض النسخ: أروح، بزيادة الألف، قيل: وهو تحريف، والصواب: رحراح.

وفي " النهاية " في حديث أنس : " فأتي بقدح رحراح " ، وهو القريب القعر مع السعة فيه.

قلت: رواية قدح رحراح هي المشهورة بلا ريب، لكن يمكن توجيه هذه أيضا; ففي " القاموس " : الروح - بالتحريك - ; أي: بفتحتين: السعة، ثم ذكر

[ ص: 240 ] أروح في الصفة، فرواية روح على تقدير المضاف; أي: ذي روح; أي: سعة، ورواية أروح لا تحتاج إلى تقدير; فإن أروح بمعنى واسع، والله تعالى أعلم.

* " فقال بهؤلاء الأربع " : القول بمعنى الفعل.

* * *




الخدمات العلمية