الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
11891 5415 - (12300) - (3\128) عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على حمزة، فوقف عليه، فرآه قد مثل به، فقال: " لولا أن تجد صفية في نفسها، لتركته حتى تأكله العافية - وقال زيد بن الحباب: تأكله العاهة - حتى يحشر من بطونها " ، ثم قال: دعا بنمرة فكفنه فيها. قال: وكانت إذا مدت على رأسه، بدت قدماه، وإذا مدت على قدميه، بدا رأسه. قال: فكثر القتلى، وقلت الثياب. قال: فكان يكفن، أو يكفن الرجلين - شك صفوان - والثلاثة في الثوب الواحد. قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عن أكثرهم قرآنا، فيقدمه إلى القبلة. قال: فدفنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يصل عليهم.

وقال زيد بن الحباب: فكان الرجل والرجلان والثلاثة يكفنون في ثوب واحد.


التالي السابق


* قوله : " قد مثل به " : - بضم فكسر مع التخفيف، أو التشديد للمبالغة - والاسم: المثلة، وهي تعذيب الحيوان بقطع أعضائه، وتشويه خلقه قبل أن يقتل، أو بعده; بأن يقطع أنفه أو أذنه ونحو ذلك.

* " لو لا أن تجد صفية " : تحزن وتجزع.

* " العافية " : كل طالب رزق من أنواع الحيوان، والمراد: السباع والطيور التي تأكل الأموات، والجمع العوافي، وكان ذلك ليتم به الأجر له، ويكمل، ويكون كل البدن مصروفا في سبيله تعالى، أو كأنه لبيان أنه ليس عليه فيما فعلوا به من المثلة تعذيب، حتى إن دفنه وتركه سواء.

* " في الثوب الواحد " : قيل: المراد به: القبر الواحد; إذ لا يجوز تجريدهما

[ ص: 198 ] بحيث تتلاقى بشرتهما، وقد اعتذر بعضهم عنه بالضرورة، وقال بعضهم: جمعهما في ثوب واحد: هو أن يقطع الثوب الواحد بينهما.

* " ولم يصل عليهم " : من يقول بالصلاة على الشهيد يرى أن معناه أنه ما صلى على أحد كصلاته على حمزة; حيث صلى عليه مرارا، وعلى غيره مرة، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية