الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
13783 5915 - (14195) - (3\299) عن جابر بن عبد الله، قال: كنت أسير على جمل لي فأعيا، فأردت أن أسيبه، قال: فلحقني رسول الله صلى الله عليه وسلم: فضربه برجله، ودعا

[ ص: 483 ] له، فسار سيرا لم يسر مثله، وقال: " بعنيه بوقية " ، فكرهت أن أبيعه، قال: " بعنيه " ، فبعته منه، واشترطت حملانه إلى أهلي،
فلما قدمنا أتيته بالجمل، فقال: " ظننت حين ماكستك أن أذهب بجملك، خذ جملك، وثمنه هما لك " .


التالي السابق


* قوله : " فأردت أن أسيبه " : - بتشديد الياء - ; أي: أتركه في الطريق، وأمشي راجلا.

* " بوقية " : - بضم وفتح مثناة تحتية مشددة - : أربعون درهما، أو قدرها.

* " وكرهت أن أبيعه " : إما لحاجته إليه، أو لأنه رأى أن الهبة أولى منه.

* " حملانه " : - بضم الحاء - ; أي: ركوبه، وظاهر الحديث أنه شرطه في البيع، واستدل به من جوز ذلك، ومن لا يقول به، يرى أنه ما شرط في نفس البيع، ولكنه طلب منه صلى الله عليه وسلم، فأعطاه، فكأنه كان كالشرط، وروايات الباب لا تأبى هذا التأويل.

* " ظننت " : بالخطاب، ولعله بتقدير حرف الاستفهام.

* " حين ماكستك " : بالتكلم; أي: عاملتك بالثمن الناقص.

* * *




الخدمات العلمية