الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
13331 5816 - (13742) - (3\260 - 261) عن قتادة، حدثنا أنس بن مالك، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان في بعض أسفاره، ورديفه معاذ بن جبل، ليس بينهما غير آخرة الرحل، إذ قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: " يا معاذ بن جبل " قال: لبيك يا رسول الله وسعديك، ثم سار ساعة، ثم قال: " يا معاذ بن جبل " قال: لبيك يا رسول الله وسعديك، ثم سار ساعة، فقال: " يا معاذ بن جبل " قال: لبيك يا رسول الله وسعديك، قال: " هل تدري ما حق الله على العباد؟ " قال: الله ورسوله أعلم، قال: " فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا " ، قال: " فهل تدري ما حق العباد على الله إذا هم فعلوا ذلك؟ " قال: الله ورسوله أعلم، قال: " فإن حقهم على الله أن لا يعذبهم " .

التالي السابق


* قوله : " ثم سار ساعة " : يحتمل أن ذلك لتردده صلى الله عليه وسلم في الإخبار بمثل هذا الخبر لمعاذ، وأنه هل هو أهل له أم لا؟ ثم استقر الأمر عنده على أن يخبره، فأخبره، ويحتمل أنه فعل ذلك تعظيما لهذا الخبر، وتوجيها لذهنه إليه.

* " أن يعبدوه " : أي: يوحدوه، فقوله: " ولا يشركوا به شيئا " كالتفسير له، أو يطيعوه في أوامره ونواهيه، فقوله: " ولا يشركوا به شيئا " لبيان الإخلاص في الطاعة وترك الشرك.

[ ص: 430 ] * " ما حق العباد؟ " : أي: بمقتضى وعده المنزه عن الخلف.

* " ألا يعذبهم " : أي: " دائما; على أن المراد بالعبادة التوحيد، أو مطلقا; على أن المراد بها الطاعة في أوامره ونواهيه.

* * *




الخدمات العلمية