الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          [ ص: 659 ] الشرط الثاني ) اتفاق المشتركين فيه على استيفائه ، وينتظر قدوم غائب وبلوغ وإفاقة ، كدية ، وكعبد مشترك ، بخلاف محاربة ، لتحتمه ، وحد قذف لوجوبه لكل واحد كاملا ، ويتوجه فيه وجه قال في عيون المسائل وغيرها : ولا يلزم من لا وارث له ، فإن الإمام يقتص ولا ينتظر بلوغ الصغار ، لأنه ثبت لغير معينين ، ولأن استيفاء الإمام بحكم الولاية لا بحكم الأدب قال الأصحاب : وإنما قتل الحسن بن علي ابن ملجم حدا لكفره ، لأن من اعتقد إباحة ما حرم الله كافر ، وقيل : لسعيه بالفساد ، وكذلك لم ينتظر الحسن غائبا من الورثة ، وعنه : لشريك صبي ومجنون الانفراد به ، وإن ماتا فوارثهما كهما ، وعند أبي موسى : تتعين الدية ، وإن انفرد به من منعناه عزر فقط ، وحق شركائه في تركة الجاني ، ويأخذ وارثه من المقتص الزائد عن حقه ، وقيل : حق شركائه عليه وتسقط عن الجاني .

                                                                                                          وفي الواضح احتمال : يسقط حقهم ، على رواية وجوب القود عينا ، ويسقط القود بعفو شريك عنه ، وبشهادته ولو مع فسقه بعفوه لكونه أقر بأن نصيبه سقط من القود ، وحق الباقين من الدية على الجاني .

                                                                                                          وفي التبصرة : إن عفا أحدهم فللبقية الدية ، وهل يلزمه حقهم من الدية ؟ فيه روايتان ، وإن قتلوه عالمين بالعفو وبسقوط القود به لزمهم القود وإلا الدية ، وإن قتله العافي قتل ولو ادعى نسيانه أو جوازه .

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          الخدمات العلمية