الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              العاشر : في استنجائه بشماله ودلكها بالأرض وما كان يستنجي به ، ورشه فرجه بعد وضوئه بالماء ، وغير ذلك مما يذكر :

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد وأبو داود عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت : «كانت يد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- اليمنى لطهوره وطعامه ، وكانت يده اليسرى لخلائه وما كان من أذى» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد وأبو داود عن حفصة - رضي الله تعالى عنها- قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يجعل يمينه لطعامه وشرابه وأخذه وعطائه ، ويجعل شماله لما سوى ذلك» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني عن عقبة بن عامر- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا استجمر استجمر وترا» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد والشيخان وأبو داود والنسائي عن أنس - رضي الله تعالى عنه- قال :

                                                                                                                                                                                                                              «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا خرج لحاجته تبعته أنا وغلام معنا إداوة من ماء» . يعني يستنجي به .

                                                                                                                                                                                                                              وفي رواية «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يدخل الخلاء فأحمل أنا وغلام إداوة من ماء وعنزة يستنجي بالماء» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- قال «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا أتى الخلاء ، أتيته بماء في تور وركوة ، فاستنجى ثم مسح يده بالأرض ، ثم أتيته بإناء آخر فتوضأ» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى النسائي وابن ماجه عن جرير - رضي الله تعالى عنه- قال : «كنت مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأتى الخلاء فقضى حاجته ، ثم قال : يا جرير هات طهورا ، فأتيته بالماء فاستنجى ، وقال بيده فدلك بها الأرض» . [ ص: 17 ]

                                                                                                                                                                                                                              وروى النسائي عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لما استنجى دلك بيده الأرض» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد وابن ماجه عن رجل من ثقيف - رضي الله تعالى عنه- قال : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم «إذا بال توضأ ونضح فرجه» .

                                                                                                                                                                                                                              [وروى الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه والحاكم عن الحكم بن سفيان ، أو سفيان بن الحكم- رضي الله تعالى عنه- قال : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «إذا بال توضأ وتنضح» ] .

                                                                                                                                                                                                                              وفي رواية : «إذا توضأ أخذ جفنة من ماء ، فقال بها هكذا نضح به فرجه» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشيخان والترمذي والنسائي والحاكم والدارقطني عن ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه- قال : أتى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الغائط فأمرني أن آتيه بثلاثة أحجار فوجدت حجرين والتمست الثالث فلم أجد ، فأخذت روثة فأتيته بها ، فأخذ الحجرين وألقى الروثة ، وقال : «إنها ركس» .

                                                                                                                                                                                                                              زاد الحاكم بعد قوله : وألقى الروثة : «وائتني بحجر» .

                                                                                                                                                                                                                              وفي لفظ للدارقطني «ائتني بغيرها» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البخاري عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- قال : «اتبعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وقد خرج لحاجته ، وكان لا يلتفت ، فدنوت منه ، فقال : «ابغني أحجارا أستنفض بها أو نحوه ، ولا تأتني بعظم ولا روث ، فأتيته بأحجار بطرف ثيابي ، فوضعتها إلى جنبه ، وأعرضت عنه ، فلما قضى حاجته أتبعه بهن» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى النسائي والترمذي - وقال : حسن صحيح ، عن معاذة- رحمها الله تعالى- أن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت : مروا أزواجكن أن يستطيبوا بالماء؛ فإني أستحييهم ، فإن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يفعله» . [ ص: 18 ]

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن ماجه عنها قالت : «ما رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- خرج من غائط قط إلا مس ماء» وفي رواية : «كان يغسل مقعدته ثلاثا» .

                                                                                                                                                                                                                              الحادي عشر : فيما كان يقوله ويفعله إذا فرغ من قضاء الحاجة :

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي - وحسنه- وابن ماجه عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا فرغ من الغائط قال : «غفرانك» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن ماجه عن أنس - رضي الله تعالى عنه- قال : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا خرج من الخلاء قال : «الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني» .

                                                                                                                                                                                                                              الثاني عشر : في تركه- صلى الله عليه وسلم- رد سلام من سلم عليه وهو يقضي حاجته :

                                                                                                                                                                                                                              روى الطيالسي عن حنظلة بن الراهب- رضي الله تعالى عنه- «أن رجلا سلم على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فلم يرد عليه حتى مسح ورد عليه» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام الشافعي ومسلم والأربعة عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما- أن رجلا مر برسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن ماجه عن جابر - رضي الله تعالى عنه- أن رجلا مر على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو يبول فسلم عليه ، فقال له رسول الله- صلى الله عليه وسلم «إذا رأيتني على مثل هذه الحالة فلا تسلم علي ، فإنك إن فعلت ذلك لم أرد عليك» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، وأبو داود ، والنسائي ، والبيهقي ، عن المهاجر بن قنفذ- رضي الله [ ص: 19 ] تعالى عنه- أنه أتى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو يبول فسلم عليه ، فلم يرد عليه حتى توضأ ، ثم اعتذر إليه ، فقال : «إني كرهت أن أذكر الله تعالى إلا على طهر» أو قال : «على طهارة» .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية