الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الثاني : في تركه- صلى الله عليه وسلم- الصلاة على أهل المعاصي .

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد ، ومسلم ، والنسائي ، والترمذي ، عن جابر بن سمرة- رضي الله تعالى عنه- : قال : «أتي النبي- صلى الله عليه وسلم- برجل قتل نفسه بمشاقص فلم يصل عليه» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الحارث من طريق بشر بن نمير- وهو ضعيف- عن أبي أمامة- رضي الله تعالى عنه- قال : «قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في غزوة خيبر : «من كان مضعفا معنا فليرجع» ، وأمر مناديا [ ص: 376 ] فنادى بذلك ، فرجع ناس ، وفي القوم رجل على بكر صعب ، فمر من الليل على سواد فنفر به ، فصرعه فوقصه ، فلما جيء به إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : «ما شأن صاحبكم ؟ » ، قالوا : من أمره كذا وكذا ، قال : «يا بلال : ما كنت أذنت في الناس : من كان مضعفا معنا فليرجع» ، قال : بلى فأبى أن يصلي عليه» ورواه الطبراني- بسند جيد- ورواه أيضا الإمام أحمد ، وسنده حسن عن ثوبان- رضي الله تعالى عنه- وفيه ثم «أمر مناديا ينادي في الناس ، إن الجنة لا تحل لعاص ثلاث مرات» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد برجال الصحيح ، وهو فيه باختصار عن عمران بن حصين- رضي الله تعالى عنهما- أن رجلا أعتق عند موته ستة رجلة له وفي لفظ ستة مملوكين له وليس له مال غيرهم ، فجاء ورثته من الأعراب فأخبروا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بما صنع ، فقال : «أو فعل ذلك ؟ » ، وقال : «لو أعلمتنا إن شاء الله ما صلينا عليه» وفي لفظ «لقد هممت ألا أصلي عليه» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد- برجال الصحيح- عن أبي قتادة- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا دعي إلى جنازة سأل عنها ، فإن أثنوا عليها خيرا قام فصلى عليها وإن أثني عليها غير ذلك ، قال لأهلها : «شأنكم بها» ، ولم يصل عليها» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني- برجال ثقات- عن أبي أمامة- رضي الله تعالى عنه- قال : توفي رجل على عهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال : انظروا داخلة إزاره «فأصيبت دينار أو ديناران» ، فقال لنا «صلوا على صاحبكم» .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية