الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الثاني : في جهره- صلى الله عليه وسلم- بالقراءة أحيانا :

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو الحسن بن الضحاك ، عن كريب- رحمه الله تعالى- قال : سألت ابن عباس فقلت : كيف كانت قراءة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ؟ فقال : «كان يقرأ في بعض حجره فيسمع قراءته من كان خارجا» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطيالسي- برجال ثقات- عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال : «كنت أسمع قراءة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من البيت وأنا في الحجرة» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن أبي عمر عن يحيى بن يعمر- رحمه الله تعالى- قال : سألت عائشة- رضي الله تعالى عنها- هل كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يرفع صوته من الليل إذا قرأ ؟ قالت : «ربما رفع ، [ ص: 500 ] وربما خفض» قال : «الحمد لله الذي جعل في الدين سعة» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، وأبو داود ، والترمذي في «الشمائل» عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال : «كانت قراءة النبي- صلى الله عليه وسلم- على قدر ما يسمعه من في الحجرة» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال : «كانت قراءة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بالليل يرفع طورا ويخفض طورا» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، والنسائي ، عن عبد الله بن أبي قيس قال : سألت عائشة- رضي الله تعالى عنها- كيف كانت قراءة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بالليل ؟ أيجهر أم يسر ؟ قالت : «كل ذلك كان يفعل وربما جهر وربما أسر» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، والبيهقي ، عن أم هانئ قالت : «كنت أسمع قراءة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بالليل وأنا على عريشي هذا وهو عند الكعبة» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود ، والبيهقي ، عن غضيف بن الحارث : قال : سألت عائشة أكان رسول الله يجهر بالقرآن أم يخافت به ؟ قالت : «ربما جهر وربما خافت» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن عدي ، عن أنس بن مالك- رضي الله تعالى عنه- قال : كانت قراءة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا قام من الليل الزمزمة ، فقيل يا رسول الله لو رفعت صوتك فقال : «إني أكره أن أؤذي جليسي ، أو أؤذي أهل بيتي» ، في سنده عمرو بن موسى وهو متروك .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية