الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الثالث : في قراءته- صلى الله عليه وسلم- الفاتحة ، ودعائه للميت وسلامه :

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام الشافعي والشيخان ، والنسائي ، والترمذي ، عن طلحة بن عبد الله بن عوف- رحمه الله تعالى- قال : صليت خلف ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- فقرأ بفاتحة الكتاب وجهر حتى أسمعنا ، فلما سلم سألته عن ذلك ، فقال : «إنها سنة وحق» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الترمذي- وقال : إسناده ليس بالقوي- ، والصحيح أنه موقوف وابن ماجه عنه ، «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قرأ على جنازة بفاتحة الكتاب» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشافعي ، عن جابر- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كبر على الميت أربعا ، وقرأ بأم القرآن بعد التكبيرة الأولى» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني- برجال ثقات ، غير ناهض بن القاسم فيحرر حاله- عن أبي هريرة [ ص: 368 ] - رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قرأ على الجنازة أربع مرات بالحمد لله رب العالمين» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني- بسند ضعيف- عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قد تقدم فكبر على جنازة خالد بن عتيك ، أو قال : سهل بن عتيك وكان أول من صلى عليه في موضع الجنائز فتقدم فكبر عليه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقرأ بأم القرآن فجهر بها ، ثم كبر الثانية فصلى على نفسه ، وعلى المسلمين ، ثم كبر الثالثة ، فدعا للميت ، فقال : «اللهم اغفر له وارحمه ، وارفع درجته» ، ثم كبر الرابعة فدعا للمؤمنين والمؤمنات ثم سلم» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، عن عبد الله بن أبي أوفى- رضي الله تعالى عنه- أنه صلى على جنازة فكبر عليها أربعا ، ثم قام بعد الرابعة قدر ما بين التكبيرتين ، يدعو ثم قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصنع بالجنازة هكذا» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، وأبو داود ، وابن ماجه عن واثلة بن الأسقع- رضي الله تعالى عنه- قال : صلى بنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- علي رجل من المسلمين فسمعته يقول : «ألا إن فلانا بن فلان في ذمتك وحبل جوارك ، فقه فتنة القبر ، وعذاب النار ، وأنت أهل الوفاء والحق ، اللهم اغفر له ، وارحمه ، فإنك أنت الغفور الرحيم» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، والترمذي ، وصححه ، والنسائي ، عن إبراهيم الأشهلي- رحمه الله تعالى- عن أبيه- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا صلى على جنازة قال : «اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأنثانا» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد- برجال ثقات- عن أبي قتادة ، والإمام أحمد ، وأبو داود ، وابن ماجه ، عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنهما- قالا : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا صلى على جنازة قال : «اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان» زاد أبو داود وابن ماجه «اللهم لا تحرمنا أجره ، ولا تضلنا بعده» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، وأبو داود ، عن ابن سماح ، وقيل : شماخ قال : شهدت مروان يسأل [ ص: 369 ] أبا هريرة كيف سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي على الجنازة ؟ قال أبو هريرة : «اللهم أنت ربها وأنت خلقتها وأنت هديتها للإسلام ، وأنت قبضت روحها وأنت أعلم بسرها ، وعلانيتها ، جئنا شفعاء [فاغفر لها]» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى مسلم ، والترمذي ، وابن ماجه ، عن عوف بن مالك- رضي الله تعالى عنه- قال : «صلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على جنازة فحفظت من دعائه ، اللهم اغفر له وارحمه ، وعافه واعف عنه ، وأكرم نزله ، ووسع مدخله ، واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا ، كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله دارا خيرا من داره ، وأهلا خيرا من أهله ، وزوجا خيرا من زوجه ، وأدخله الجنة ، وأعذه من عذاب القبر أو من عذاب النار» .

                                                                                                                                                                                                                              وفي لفظ «وقه فتنة القبر ، وعذاب النار» حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت لدعاء رسول الله- صلى الله عليه وسلم- له» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو يعلى بإسناد حسن ، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت : «سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول في الصلاة على الميت : «اللهم اغفر له وصل عليه ، وأورده حوض رسولك» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو يعلى ، وأحمد بن حنبل ، والبيهقي- بسند صحيح- عن أبي قتادة- رضي الله تعالى عنه- «أنه شهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صلى على جنازة قال فسمعته يقول : «اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأنثانا» .

                                                                                                                                                                                                                              وحدث أبو سلمة بها ، وزاد فيهن «اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الايمان» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني- بسند حسن- عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- «أن [ ص: 370 ] رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا صلى على الميت قال : «اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا ولأنثانا وذكورنا من أحييته منا فأحيه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم عفوك عفوك عفوك» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني ، عن أبي موسى- رضي الله تعالى عنه- قال : «صلينا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على جنازة فسلم عن يمينه وعن شماله» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني برجال ثقات عن ابن مسعود- رضي الله تعالى عنه- قال : «خلال كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يفعلهن فتركهن الناس . إحداهن تسليم الإمام في الجنازة مثل تسليمة الصلاة» . [ ص: 371 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية