الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب السادس في سيرته- صلى الله عليه وسلم- في صلاة الجمعة

                                                                                                                                                                                                                              وفيه نوعان :

                                                                                                                                                                                                                              الأول : في صلاته- صلى الله عليه وسلم قبل صلاة الجمعة .

                                                                                                                                                                                                                              روى ابن ماجه ، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يركع قبل الجمعة أربعا لا يفصل في شيء منهن» .

                                                                                                                                                                                                                              الثاني : في قراءته في صلاته الجمعة- صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمامان : الشافعي ، وأحمد ، وأبو داود ، والترمذي ، وابن ماجه ، عن عبيد الله بن أبي رافع أن أبا هريرة- رضي الله تعالى عنه- قرأ في الجمعة بعد الحمد سورة (الجمعة ) في الأولى و إذا جاءك المنافقون في الثانية ، فقلت له : إنك قرأت بسورتين كان علي بن أبي طالب يقرأ بهما في الكوفة ، فقال أبو هريرة : «فإني سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقرؤهما» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمامان : الشافعي ، وأحمد ، وأبو داود ، والنسائي عن سمرة بن جندب- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في الجمعة ب سبح اسم ربك الأعلى و هل أتاك حديث الغاشية .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمامان : مالك ، وأحمد ، ومسلم ، والأربعة ، عن النعمان بن بشير- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقرأ في العيدين ، وفي الجمعة ب سبح اسم ربك الأعلى و هل أتاك حديث الغاشية ، وإذا اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد يقرأ بهما أيضا في الصلاة» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى عبد الرزاق في مصنفه وسعيد بن منصور عن طاوس مرسلا أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قرأ في الجمعة سورة (الجمعة ) ويا أيها النبي إذا طلقتم النساء . [ ص: 228 ]

                                                                                                                                                                                                                              وروى البزار ، والطبراني ، عن أبي عنبة الخولاني ، ومسلم ، والأربعة ، عن ابن عباس ، والطبراني بسند حسن عن أبي هريرة ، وابن مردويه عنه وعن جابر واللفظ لهما- رضي الله تعالى عنهم- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ يوم الجمعة (بالجمعة ) فيحرض المؤمنين ، وفي الثانية إذا جاءك المنافقون يوبخ وفي لفظ : «يفزع بها المنافقين» .

                                                                                                                                                                                                                              الثالث : في صلاته- صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                              لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلي ركعتين يطيل فيهما .

                                                                                                                                                                                                                              روى الطبراني من طريق حجاج بن أرطاة وعطية العوفي ، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يركع قبل الجمعة أربعا وبعدها أربعا لا يفصل بينهن . [ ص: 229 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية