الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              ذكر خروجه- صلى الله عليه وسلم- من المدينة الشريفة :

                                                                                                                                                                                                                              قلت : استعمل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لما أراد الخروج على المدينة أبا دجانة سماك بن خرشة الساعدي ويقال : بل سباع بن عرفطة ذكره ابن هشام والله تعالى أعلم . [ ص: 451 ]

                                                                                                                                                                                                                              وصلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الظهر بالمدينة أربعا ، وخطب الناس وعلمهم ما أمامهم من المناسك ثم ترجل وادهن بزيت ، قلت اغتسل قبل ذلك ، وتجرد في ثوبين صحاريين إزار ورداء كما ذكره ابن سعد ، زاد محمد بن عمر الأسلمي : وأبدلهما بالتنعيم بثوبين من جنسهما ، والله تعالى أعلم ، ولبس إزاره ، ورداءه ، قلت وركب كما قال أنس على رحل وكانت زاملته ، وقال أيضا حج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على رحل رث ، وقطيفة خلقة تستوي أربعة دراهم ولا تستوي . ثم قال : «اللهم اجعله حجا مبرورا ، لا رياء فيه ، ولا سمعة» رواه البخاري تعليقا وابن ماجه ، والترمذي ، في «الشمائل» وأبو يعلى موصولا ، والله تعالى أعلم .

                                                                                                                                                                                                                              وخرج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من المدينة نهارا بعد الظهر لخمس بقين من ذي القعدة وصوبا أن خروجه كان يوم السبت ، وبسط الكلام على ذلك الحافظ الدمياطي ، قلت : ورواه الحاكم في «الإكليل» عن جبير بن مطعم ، وبه جزم ابن سعد ، ومحمد بن عمر الأسلمي ، خلافا لابن حزم في أنه كان يوم الخميس ، واستدل بأشياء نقضا عليه ، وخرج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على طريق الشجرة ، كان يخرج منها ، وصلى في مسجدها ، رواه البخاري عن ابن عمر .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية