الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الرابع : فيما كان يقوله- صلى الله عليه وسلم- إذا زار القبور .

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد والترمذي ، وحسنه ، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مر بقبور أهل المدينة فأقبل عليهم بوجهه فقال : «السلام عليكم يا أهل القبور ، ويغفر الله لنا ولكم ، أنتم السلف ، ونحن بالأثر» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، ومسلم ، والنسائي ، وابن ماجه ، عن بريدة- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر فكان قائلهم يقول : «السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، أسأل الله لنا ولكم العافية» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى مسلم ، وأبو داود ، عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- خرج إلى المقبرة فقال : «السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون» .

                                                                                                                                                                                                                              زاد الطيالسي : «اللهم لا تحرمنا أجرهم ، ولا تفتنا بعدهم» . [ ص: 386 ]

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني- بسند جيد- عن مجمع بن جارية- رضي الله تعالى عنه- قال : «خرج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى المقبرة فلما انتهى إليها قال : «السلام على أهل القبور- ثلاث مرات- من كان منكم من المؤمنين والمسلمين ، أنتم لنا فرط ، ونحن لكم تبع ، عافانا الله وإياكم» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى مسلم ، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كلما كان ليلتها من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يخرج من آخر الليل إلى البقيع ، فيقول : «السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وأتاكم ما توعدون غدا مؤجلون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن ماجه ، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت : «فقدته يعني رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فإذا هو بالبقيع ، فقال : «السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، أنتم لنا فرط ، وإنا بكم لاحقون ، اللهم لا تحرمنا أجرهم ، ولا تفتنا بعدهم» . [ ص: 387 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية