الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الثالث في إزالته النجاسة والمستقذر- صلى الله عليه وسلم-

                                                                                                                                                                                                                              وفيه أنواع :

                                                                                                                                                                                                                              الأول : في بول الطفل :

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام مالك وأحمد والستة عن أم قيس بنت محصن- رضي الله تعالى عنها- أنها «أتت بابن لها صغير لم يأكل الطعام إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأجلسه- صلى الله عليه وسلم- في حجره ، فبال على ثوبه ، فدعا بماء فنضحه عليه ، ولم يغسله» .

                                                                                                                                                                                                                              وفي رواية : «فدعا بماء فرشه» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشيخان عن عائشة - رضي الله تعالى عنها : «أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان يؤتى بالصبيان فيبرك عليهم ، ويحنكهم ، فأتي بصبي ، فبال عليه ، فدعا بماء ، فأتبعه بوله ، ولم يغسله» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه عن لبابة بنت الحارث- رضي الله تعالى عنها- قالت : كان الحسين بن علي في حجر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فبال على ثوبه ، فقلت : يا رسول الله ، ألبس ثوبا ، فأعطني إزارك حتى أغسله ، قال : «إنما يغسل من بول الأنثى ، وينضح من بول الذكر» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود والنسائي والبيهقي عن أبي السمح- رضي الله تعالى عنه- قال : «كنت أخدم النبي- صلى الله عليه وسلم- فأتى بحسن أو حسين ، فبال على صدره ، فجئت أغسله ، فقال : «يغسل بول الجارية ، ويرش بول الغلام» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد والبيهقي عن أم كرز الخزاعية - رضي الله تعالى عنها- قالت : [ ص: 23 ] «أتي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بغلام فبال عليه ، فأمر به فنضح ، وأتي بجارية فبالت عليه فأمر به فغسله» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن أبي شيبة وأبو يعلى عن زينب بنت جحش - رضي الله تعالى عنها- : أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان نائما عندها ، فجاء حسين حين درج ، فقلت : اعبر ، فدخل على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فجلس على بطنه فبال ، فانطلقت لآخذه ، فاستيقظ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال : «دعيه» ، فتركته حتى فرغ ، ثم دعا بماء ، فقال : «إنه يصب من بول الغلام ، ويغسل من الجارية» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما- «إن أم الفضل بنت الحارث- رضي الله تعالى عنها- جاءت بأم حبيبة بنت عباس فوضعتها في حجر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فبالت فاختلجتها أم الفضل ثم لكمت بين كتفيها ، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «أعطني قدحا من ماء؛ فصبه على مبالها» .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية