الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              ذكر إحرامه- صلى الله عليه وسلم- :

                                                                                                                                                                                                                              «فلما صلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الصبح أخذ في الإحرام ، فاغتسل غسلا ثانيا ، غير الغسل الأول ، وغسل رأسه بخطمي وأشنان ، قلت : ودهن رأسه بشيء من زيت غير كثير» ، رواه الإمام أحمد ، والبزار ، والطبراني ، والدارقطني عن عائشة .

                                                                                                                                                                                                                              وعن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يدهن بالزيت- وهو محرم- غير المقتت» ، رواه الترمذي ، وابن ماجه .

                                                                                                                                                                                                                              في حديث أبي أيوب عند الشيخين : أنه- صلى الله عليه وسلم- في غسله حزك رأسه بيديه جميعا فأقبل بهما وأدبر ، والله تعالى أعلم ، وطيبته بذريرة وطيب فيه مسك ، قلت : وبالغالية الجيدة كما رواه الدارقطني والبيهقي والله أعلم في بدنه ورأسه حتى كان وبيص المسك يرى من مفارقه ، ولحيته الشريفة- صلى الله عليه وسلم- ثم استدامه ، ولم يغسله ، قلت : وروى الإمام أحمد ، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت : كأني أنظر إلى وبيص الطيب في مفرق رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بعد أيام وهو محرم ، ورواه الحميدي في مسنده بلفظ : بعد ثالثة ، وهو محرم والله تعالى أعلم .

                                                                                                                                                                                                                              ثم لبس إزاره ورداءه ، قلت : «ولم ينه عن شيء من الأردية إلا المزعفرة ، التي تردع على الجلد» ، رواه البخاري ، وأبو يعلى ، عن ابن عباس والله تعالى أعلم .

                                                                                                                                                                                                                              وسأله- صلى الله عليه وسلم- رجل : «ما يلبس المحرم من الثياب ؟ » فقال- صلى الله عليه وسلم- : «لا تلبسوا القميص ، ولا العمائم ، ولا السراويلات ، ولا البرانس ، ولا الخفاف ، إلا أن تكون نعالا ، فإن لم تكن نعالا فخفين دون الكعبين» ، وفي رواية : «إلا أن لا يجد نعلين» ، وفي رواية : «فمن لم يجد نعلين» ، وفي رواية : «فليحرم أحدكم في إزار ، ونعلين» . [ ص: 453 ]

                                                                                                                                                                                                                              فإن لم يجد نعلين فليلبس خفين وليجعلهما أسفل الكعبين ، ولا تلبسوا من الثياب شيئا مسه الزعفران ، ولا الورس ، إلا أن يكون غسيلا ، ولا تنتقب المحرمة ، ولا تلبس القفازين» ، رواه الإمام أحمد ، والشيخان ، عن ابن عمر ، والله تعالى أعلم .

                                                                                                                                                                                                                              وولدت أسماء بنت عميس- زوجة أبي بكر- بذي الحليفة محمد بن أبي بكر . فأرسلت أبا بكر إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- تقول : كيف أصنع ؟ فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «اغتسلي واستثفري بثوب ، وأهلي» ، وفي رواية : «وأحرمي» ، رواه مسلم في حديث جابر الطويل .

                                                                                                                                                                                                                              وزاد النسائي ، وابن ماجه ، عن أبي بكر : وتصنع ما يصنع الناس إلا أنها لا تطوف بالبيت .

                                                                                                                                                                                                                              ثم إنه- صلى الله عليه وسلم- صلى ركعتين ، قال في الاطلاع : صلى ركعتي الإحرام ، وهما الركعتان اللتان كان يودع بهما المنزل .

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن القيم : «ولم ينقل عنه أنه- صلى الله عليه وسلم- صلى للإحرام ركعتين» قلت : روى الشيخان ، عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يركع بذي الحليفة ركعتين ، ثم إذا استوت به الناقة قائمة عند مسجد ذي الحليفة أهل» .

                                                                                                                                                                                                                              قال النووي في «شرح مسلم» فيه استحباب صلاة ركعتين عند إرادة الإحرام ، ويصليهما قبل الإحرام إلى آخره . والله تعالى أعلم .

                                                                                                                                                                                                                              ثم ركب راحلته القصواء ، قلت : «واستقبل القبلة قائما ، ثم لبى» رواه البخاري ، عن ابن عمر والله تعالى أعلم .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية