الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الرابع في صلاته- صلى الله عليه وسلم- النوافل في السفر

                                                                                                                                                                                                                              وفيه نوعان :

                                                                                                                                                                                                                              الأول : في صفة صلاتها .

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد ، وأبو داود- واستغربه- عن البراء بن عازب- رضي الله تعالى عنه- قال : «سافرت مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ثلاثة- وفي لفظ ثمانية- عشر ، سفرا فلم أره ترك الركعتين قبل الظهر» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الترمذي- وحسنه- عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- قال : «صليت مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في الحضر والسفر ، فصليت معه في الحضر الظهر أربعا وبعدها ركعتين ، وصليت معه في السفر الظهر ركعتين وبعدها ركعتين» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، واللفظ له ، وابن ماجه ، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال : «فرض رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صلاة الحضر وصلاة السفر ، وكان يصلي في الحضر قبلها وبعدها وصلى في السفر قبلها وبعدها» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني- بسند جيد- عن مسروق قال : «سألت عائشة عن تطوع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في السفر ، فقالت : ركعتان دبر كل صلاة» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الأئمة إلا الدارقطني عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- قال : صحبت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في السفر فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله عز وجل» .

                                                                                                                                                                                                                              الثاني : في صلاته- صلى الله عليه وسلم- النافلة على الدواب في السفر .

                                                                                                                                                                                                                              روى أبو داود والإمام أحمد عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا أراد أن يصلي على راحلته تطوعا استقبل القبلة يكبر للصلاة ، ثم صلى حيث وجهه ركابه» . [ ص: 239 ]

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشيخان عن عامر بن ربيعة- رضي الله تعالى عنه- قال : «رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي على راحلته حيث توجهت به» .

                                                                                                                                                                                                                              وفي رواية : «يومئ برأسه قبل أي وجه توجهه ، ولم يكن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصنع ذلك في الصلاة المكتوبة» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البخاري عن جابر- رضي الله تعالى عنه- قال : «رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في غزوة أنمار يصلي على راحلته متوجها نحو المشرق» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أيضا عنه قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي على راحلته حيث توجهت به ، فإذا أراد الفريضة نزل فاستقبل القبلة» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام مالك والجماعة والدارقطني عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يسبح على ظهر راحلته حيث توجهت به ويومئ برأسه» .

                                                                                                                                                                                                                              وفي رواية : يصلي سبحته حيثما توجهت به ناقته .

                                                                                                                                                                                                                              وفي رواية : رأيته يصلي على حمار وهو متوجه إلى خيبر .

                                                                                                                                                                                                                              وفي رواية : كان يوتر على البعير .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود والترمذي عن [عمرو بن عثمان بن] يعلى بن مرة عن أبيه عن جده «أنهم كانوا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في مسير ، فانتهوا إلى مضيق فحضرت الصلاة فمطروا ، السماء من فوقهم والبلة من أسفل منهم فأذن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو على راحلته ، فصلى بهم يومئ إيماء يجعل السجود أخفض من الركوع ، ورواه الطبراني بالإسناد إلا أنه قال : يعلى بن أمية» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام مالك وابن ماجه والدارقطني عنه أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يوتر على البعير . [ ص: 240 ]

                                                                                                                                                                                                                              وروى الأئمة مالك وأحمد ومسلم وأبو داود عن ابن عمر قال : «رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي على حمار ، وهو متوجه إلى خيبر» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن ماجه عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوتر على راحلته» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد عن شقران مولى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : «رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- متوجها إلى خيبر يومئ إيماء» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، عن الهرماس بن زياد- رضي الله تعالى عنه- قال : «رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي على بعير نحو الشام» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي على راحلته قبل المشرق ، فإذا أراد أن يصلي المكتوبة ، نزل فاستقبل القبلة» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد عنه قال : «رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي وهو على راحلته النوافل في كل جهة ، ولكنه يخفض السجود عن الركوع ويومئ إيماء» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، والترمذي ، والدارقطني ، عن أبي سعيد- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يصلي على راحلته في التطوع حيثما توجهت به يومئ إيماء» .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية