الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
21 - حدثنا محمد بن رافع ، ثنا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن [ ص: 109 ] الحسن ، أن داود ، قال يوما لبني إسرائيل : أيكم يستطيع أن يتفرغ لربه يوما ، لا يصيب الشيطان منه شيئا ؟ قالوا : لا أينا والله ، فحدث داود نفسه أنه يستطيع ذلك ، فدخل محرابه وغلق أبوابه ، وقام يصلي ، فجاء طائر ، فذكر الحديث إلى قوله : فبينما داود في المحراب إذ تسور عليه ملكان ، فأفزعاه ، فقالا : ( لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض ) ، حتى بلغ ( ولا تشطط ) أي : ولا تحرج ، حتى بلغ : ( أكفلنيها ) يقول : أعطنيها ( وعزني في الخطاب ) يقول : قهرني في الخصومة ، ( قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه ) ، حتى بلغ : ( وظن داود أنما فتناه ) ، قال : علم داود ، أنه المعني بذلك ، فخر راكعا وأناب ، قال قتادة : أي تاب ، قال معمر : قال الحسن : علم أنه المعني بذلك ، فسجد أربعين ليلة لا يرفع رأسه إلا لصلاة مكتوبة ، ولم يذق طعاما ولا شرابا ، حتى أوحى الله إليه : أن ارفع رأسك ، فإني قد غفرت لك " .

التالي السابق


الخدمات العلمية