الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
282 - حدثنا محمد بن بشار ، ثنا يحيى بن سعيد القطان ، ثنا سفيان ، قال : حدثني سلمة بن كهيل ، عن أبي الزعراء ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : " تقوم الساعة على شرار الناس ، ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض ، فينفخ ، فلا يبقى خلق لله في السماوات والأرض ، إلا مات ، إلا من شاء ربك ، ثم يكون ما بين النفختين ما شاء الله ، ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض ، فينفخ فيه ، فينطلق كل نفس إلى جسدها ، تدخل فيه ، فيقومون ، فيحيون بحياة رجل واحد ، قياما لرب العالمين ، ثم يلقاهم الله - تبارك وتعالى - حين يلقى المسلمين ، فيقول : من تعبدون ؟ ! فيقولون : نعبد الله لا نشرك به شيئا ، فينتهرهم مرتين أو ثلاثا : من تعبدون ؟ فيقولون : نعبد الله وحده ، ولا نشرك به شيئا ، فيقول : هل تعرفون ربكم ؟ فيقولون : سبحانه ، إذا اعترف لنا عرفناه ، [ ص: 308 ] فعند ذلك ، يكشف عن ساق فلا يبقى مؤمن ، إلا خر لله ساجدا ، ويبقى المنافقون ظهورهم طبقا واحدا ، فكأنما فيها السفافيد ، فيقولون : ربنا! ، فيقول : قد كنتم تدعون إلى السجود وأنتم سالمون ، ثم يأمر الله بالصراط ، فيضرب على جهنم ، فيمر الناس على قيد أعمالهم زمرا ، زمرا ، يمر عليه كلمح البرق ، ثم كمر الريح ، ثم كمر الطير ، ثم كمر البهائم ، حتى يمر الرجل سعيا ، وحتى يمر الرجل مشيا ، حتى يجيء آخرهم يتلبط على بطنه ، فيقول : يا رب! ، لم بطأت بي ؟ فيقول : إني لم أبطئ بك ، إنما أبطأ بك عملك ، ثم يأذن الله في الشفاعة " .

التالي السابق


الخدمات العلمية