الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
99 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، ثنا جرير ، عن الأعمش ، عن سليمان بن ميسرة ، عن طارق بن شهاب ، قال : كان لي أخ يقال له أبو عزرة ، فكان يذكر سلمان ، فكان يرى من حرصي على لقيه ، فقال لي يوما : هل لك في صديقك سلمان ، قد قدم القادسية ؟ ! قلت : نعم ، فركبنا إليه ، فدخلنا عليه ، فقال : إن الصلوات الخمس ، كفارات لما بينهن ، ما اجتنب به القتل ، ثم قال : يصبح الناس ، فيصلون صلاة الفجر ، ثم يجترحون ما بينهم ، وبين الظهر ، فيتوضأ الرجل ، فيكفر الوضوء الجراحات الصغار ، ثم يمشي إلى [ ص: 158 ] الصلاة ، فيكفر أكبر من ذلك ، ثم يصلي ، فيكفر أكبر من ذلك ، ثم يجترحون ما بينهم وبين العصر ، فيتوضأ الرجل ، فيكفر الوضوء الجراحات الصغار ، ثم يمشي إلى الصلاة ، فيكفر المشي أكبر من ذلك ، ثم يصلي ، فيكفر أكثر من ذلك ، ثم يجترحون ما بينهم وبين المغرب ، فيتوضأ الرجل ، فيكفر الوضوء الجراحات الصغار ، ثم يمشي إلى الصلاة ، فيكفر أكبر من ذلك ، ثم يصلي ، فتكفر الصلاة أكثر من ذلك ، ثم يجترحون ما بينهم وبين العشاء الآخرة ، فيتوضأ الرجل ، فيكفر الوضوء الجراحات الصغار ، ثم يمشي إلى الصلاة ، فيكفر أكثر من ذلك ، ثم يصلي فيكفر الصلاة أكبر من ذلك ، ثم ينزل الناس ثلاثة منازل : له ولا عليه ، وعليه ولا له ، ولا عليه ولا له ، قلت : وما له ولا عليه ، وعليه ولا له ، ولا عليه ولا له ، فنظر إلي ، وقال : يا ابن أخي! ، يغتنم الرجل ظلمة الليل ، وغفلة الناس عنه ، فيقوم فيصلي ، فذاك له ولا عليه ، ويغتنم الرجل ظلمة الليل ، وغفلة الناس [عنه] فيسعى في معاصي الله ، فذاك عليه ، ولا له ، قال : وينام الرجل حتى يصبح ، فذاك لا له ولا عليه " .

التالي السابق


الخدمات العلمية