الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
233 - حدثنا أبو الوليد ، ثنا الوليد ، قال : وسألت عبد الله بن زيد بن أسلم عن ذلك ؟ ، فحدثني ، عن أبيه زيد بن أسلم ، أنه حدثه ، عن جده أسلم ، قال : سمعت عمر بن الخطاب ، بالمدينة ، يقول : والمسلمون يقاتلون الروم باليرموك ، وذكر اهتمامه بحربهم ، وأمرهم ، وقال : " والله إني لأقوم إلى الصلاة ، لا أدري في أول السورة أنا أم في آخرها ، ولأن لا تفتح قرية من الشام ، أحب إلي من أن يهلك أحد من المسلمين ضيعة ، قال أسلم : فبينما أنا ذات يوم مما يلي البنية بالمدينة ، إذ أشرف منه ركبة من المسلمين ، فقام إليهم من يليهم من المسلمين ، فاستخبروهم ، فأسمعهم يقولون : أبشروا معشر المسلمين بفتح الله ونصره ، قال أسلم : فانطلقت أسعى حتى أتيت عمر بن الخطاب ، فقلت : أبشر أمير المؤمنين بفتح الله ونصره ، فخر عمر ساجدا .

قال الوليد : فذاكرت عبد الله بن المبارك ، سجدة الفتح ، وحدثته هذا الحديث ، فقال لي عبد الله : حدثك بهذا عبد الله بن زيد ؟ فقلت : نعم ، فقال : ما سمعت في سجدة الشكر ، والفتح ، بحديث أثبت من هذا .

قال الوليد : وأقول : إن أحسن ما سمعت من شكر الإمام [ ص: 247 ] بفتح الله ونصره ، ما كان من هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة ، وغسله ، وصلاته في بيت أم هانئ ثمان ركعات ، وتواضعه عند دخوله مكة " .

قال : وأخبرني مرزوق بن أبي الهذيل ، عن ابن شهاب الزهري ، عن عبد الرحمن بن عبد الله ، عن عمه عبيد الله بن كعب ، عن أبيه كعب بن مالك : " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما رجع من طلب الأحزاب ، نزع لأمته ، واغتسل ، واستجمر " .

التالي السابق


الخدمات العلمية