الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
344 - حدثنا محمد بن يحيى ، ثنا أحمد بن يوسف ، قال : قال سفيان ، في قول الله : ( وما كان الله ليضيع إيمانكم ) ، قال : صلاتكم إلى بيت المقدس .

قال أبو عبد الله :

وقال الله - عز وجل - : ( إن الدين عند الله الإسلام ) ، وقال : ( ورضيت لكم الإسلام دينا ) ، وقال : ( ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين ) ، الذي ارتضاه ، واصطفاه هو الإسلام ، ثم قال : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ) ، فدل بذلك أن الإيمان المقبول ، الذي وعد الله عليه الثواب هو الإسلام ؛ لأنه لو كان غير الإسلام ، لكان من دان الله بالإيمان [ ص: 345 ] غير مقبول منه إياه ، لقوله : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ) .

فلما اجتمعت الأمة على أن من دان الله بالإيمان ، فجائز أن يقبل منه ، ثبت بذلك أن الإيمان هو الإسلام ، وهو الدين المرتضى ، وثبت بذلك أيضا ، أن الصلاة والزكاة ، وسائر ما يدان الله به إسلام وإيمان ؛ لأنها لو لم تكن إيمانا وإسلاما ، لم يجز أن يقبل ممن دان الله بها لقوله : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ) ، فلما كانت الصلاة والزكاة ، وسائر الفرائض مقبولة من المسلمين ، إذا دانوا الله بها عند جميع الأمة ، ثبت أنها كلها من الإسلام والإيمان ، لا غيره ؛ لأنها لو كانت غير الإسلام ، لم تجز أن تقبل من أحد دان الله بها لقوله : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية