الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك ) الظاهر أن " لا " زائدة تفيد التوكيد والتحقيق كهي في قوله لئلا يعلم ، أي : لأن يعلم وكأنه قيل ليتحقق علم أهل الكتاب وما منعك أن تحقق السجود وتلزمه نفسك إذ أمرتك ويدل على زيادتها قوله تعالى : ( ما منعك أن تسجد ) وسقوطها في هذا دليل على زيادتها في [ ص: 273 ] ( ألا تسجد ) ، والمعنى : أنه وبخه وقرعه على امتناعه من السجود وإن كان تعالى عالما بما منعه من السجود ، وما استفهامية تدل على التوبيخ كما قلنا ، وأنشدوا على زيادة لا قول الشاعر :


أفعنك لا برق كأن وميضه غاب يقسمه ضرام مثقب



وقول الآخر :


أبى جوده لا البخل واستعجلت به     نعم من فتى لا يمنع الجوع قاتله



وأقول : لا حجة في البيت الأول إذ يحتمل أن لا تكون فيه " لا " زائدة لاحتمال أن تكون عاطفة وحذف المعطوف ، والتقدير : أفعنك لا عن غيرك ، وأما البيت الثاني فقال الزجاج : لا مفعولة والبخل بدل منها ، وقال أبو عمرو بن العلاء : الرواية فيه لا البخل بخفض اللام جعلها مضافة إلى البخل ؛ لأن " لا " قد ينطق بها ولا تكون للبخل . انتهى . وقد خرجته أنا تخريجا آخر وهو أن ينتصب البخل على أنه مفعول من أجله و " لا " مفعولة ، وقال قوم : لا في أن لا تسجد ليست زائدة واختلفوا ، فقيل يقدر محذوف يصح معه المعنى وهو ما منعك فأحوجك أن لا تسجد ، وقيل يحمل قوله ما منعك معنى يصح معه النفي ، فقيل معنى ما منعك من أمرك ومن قال لك أن لا تسجد .

التالي السابق


الخدمات العلمية