الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (8) قوله : لا يأكلون الطعام : في هذه الجملة وجهان، أظهرهما: أنها في محل نصب نعتا لـ "جسدا"، و "جسدا" مفرد يراد به الجمع، وهو على حذف مضاف أي: ذوي أجساد غير آكلين الطعام. وهذا رد لقولهم: "مال هذا الرسول يأكل الطعام". و "جعل" يجوز أن يكون بمعنى صير فيتعدى لاثنين، ثانيهما "جسدا"، ويجوز أن يكون بمعنى خلق وأنشأ فيتعدى لواحد، فيكون "جسدا" حالا بتأويله بمشتق أي: متغذين; لأن الجسد لا بد له من الغذاء.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال أبو البقاء: "إن" "لا يأكلون" حال أخرى بعد "جسدا" إذا قلنا [ ص: 136 ] إن "جعل" يتعدى لواحد". وفيه نظر، بل هي صفة لـ "جسدا" بالاعتبارين، لا يليق المعنى إلا به.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية