الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (61) قوله : سراجا : قرأ الجمهور بالإفراد، والمراد به الشمس، ويؤيده ذكر القمر بعده. والأخوان "سرجا" بضمتين جمعا، نحو حمر في حمار. وجمع باعتبار الكواكب النيرات. وإنما ذكر القمر تشريفا له كقوله: "وجبريل وميكال" بعد انتظامهما في الملائكة. وقرأ الأعمش والنخعي وابن وثاب كذلك، إلا أنه بسكون الراء تخفيفا. والحسن والأعمش والنخعي وعاصم -في رواية عصمة- و "قمرا" بضمة وسكون، وهو جمع قمراء كحمر في حمراء. والمعنى: وذا ليال قمر منيرا، فحذف المضاف، وأقيم المضاف إليه مقامه، ثم التفت إلى المضاف بعد حذفه فوصفه بـ "منيرا". ولو لم يعتبره لقال: منيرة، ونظير مراعاته بعد حذفه قول حسان:


                                                                                                                                                                                                                                      3491 - يسقون من ورد البريص عليهم بردى يصفق بالرحيق السلسل



                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 496 ] الأصل: ماء بردى، فحذفه ثم راعاه في قوله: "يصفق" بالياء من تحت، ولو لم يكن ذلك لقال: "تصفق" بالتاء من فوق. على أن بيت حسان يحتمل أن يكون كقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      3492 - . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .     ولا أرض أبقل إبقالها



                                                                                                                                                                                                                                      مع أن ابن كيسان يجيزه سعة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية