الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (30) قوله : إنه من سليمان وإنه : العامة على كسر الهمزتين على الاستئناف جوابا لسؤال قومها كأنهم قالوا: ممن الكتاب؟ وما فيه؟ فأجابتهم بالجوابين.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ عبد الله "وإنه من سليمان" بزيادة واو عاطفة "إنه من سليمان" [ ص: 609 ] على قوله: "إني ألقي إلي" . وقرأ عكرمة وابن أبي عبلة بفتح الهمزتين. صرح بذلك الزمخشري وغيره، ولم يذكر أبو البقاء إلا الكسر في "إنه من سليمان"، وكأنه سكت عن الثانية; لأنها معطوفة على الأولى. وفي تخريج الفتح فيهما أوجه، أحدهما: أنه بدل من "كتاب" بدل اشتمال، أو بدل كل من كل، كأنه قيل: ألقي إلي أنه من سليمان، وأنه كذا وكذا. وهذا هو الأصح. والثاني: أنه مرفوع بـ "كريم" ذكره أبو البقاء، وليس بالقوي. الثالث: أنه على إسقاط حرف العلة. قال الزمخشري: "ويجوز أن تريد: لأنه من سليمان، ولأنه، كأنها عللت كرمه بكونه من سليمان وتصديره باسم الله".

                                                                                                                                                                                                                                      قال مكي: "وأجاز الفراء الفتح فيهما في الكلام" كأنه لم يطلع على أنها قراءة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ أبي "أن من سليمان، وأن بسم الله" بسكون النون فيهما. وفيها وجهان، أظهرهما: أنها "أن" المفسرة، لتقدم ما هو بمعنى القول. والثاني: أنها المخففة، واسمها محذوف وهذا لا يتمشى على أصول البصريين; لأن اسمها لا يكون إلا ضمير شأن، وضمير الشأن لا يفسر إلا بجملة مصرح بجزأيها.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية