الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (20) قوله: يصهر جملة حالية من الحميم. والصهر: الإذابة. يقال: صهرت الشحم أي: أذبته والصهارة: الألية المذابة، وصهرته الشمس: أذابته بحرارتها قال:


                                                                                                                                                                                                                                      3377 - . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . تصهره الشمس فما ينصهر



                                                                                                                                                                                                                                      وسمي الصهر صهرا لامتزاجه بأصهاره تخيلا لشدة المخالطة. وقرأ الحسن في آخرين "يصهر" بفتح الصاد وتشديد الهاء مبالغة وتكثيرا لذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "والجلود" فيه وجهان، أظهرهما: عطفه على "ما" الموصولة أي: يذاب الذي في بطونهم من الأمعاء، وتذاب أيضا الجلود أي: يذاب ظاهرهم وباطنهم. والثاني: أنه مرفوع بفعل مقدر أي: وتحرق الجلود. قالوا: لأن [ ص: 250 ] الجلد لا يذاب، إنما ينقبض وينكمش إذا صلي النار وهو في التقدير كقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      3378 - علفتها تبنا وماء باردا      . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .



                                                                                                                                                                                                                                      [643/أ] [وقوله]:


                                                                                                                                                                                                                                      3379 - . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .     وزججن الحواجب والعيونا



                                                                                                                                                                                                                                      [وقوله تعالى] : "والذين تبوءوا الدار والإيمان". فإنه على تقدير: وسقيتها ماء، وكحلن العيونا، واعتقدوا الإيمان.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية