الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (45) قوله : ولكنا أنشأنا : وجه الاستدراك: أن المعنى وما كنت شاهدا لموسى ما جرى عليه، ولكنا أوحيناه إليك. فذكر سبب الوحي الذي هو إطالة الفترة، ودل به على المسبب، على عادة الله تعالى في اختصاراته. فإذن هذا الاستدراك هو شبيه بالاستدراكين بعده. قاله الزمخشري بعد كلام طويل.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "ثاويا" أي: مقيما يقال: ثوى يثوي ثواء وثويا، فهو ثاو ومثوي. قال ذو الرمة:

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 681 ]

                                                                                                                                                                                                                                      3617 - لقد كان في حول ثواء ثويته تقضي لبانات ويسأم سائم



                                                                                                                                                                                                                                      وقال آخر:


                                                                                                                                                                                                                                      3618 - طال الثواء على رسوم المنزل      . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .



                                                                                                                                                                                                                                      وقال العجاج:


                                                                                                                                                                                                                                      3619 - فبات حيث يدخل الثوي      ... ... ... ...



                                                                                                                                                                                                                                      يعني: الضيف المقيم.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "تتلو" يجوز أن يكون حالا من الضمير في "ثاويا"، وأن يكون خبرا ثانيا، وأن يكون هو الخبر و "ثاويا" حال. وجعله الفراء منقطعا مما قبله أي: مستأنفا كأنه قيل: وها أنت تتلو على أمتك. وفيه بعد.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية