الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (63) قوله: هؤلاء الذين أغوينا فيه وجهان، أحدهما، أنه مبتدأ، و "الذين أغوينا" صفة للمبتدأ. والعائد محذوف أي: أغويناهم، والخبر "أغويناهم". و "كما غوينا" نعت لمصدر محذوف. ذلك المصدر مطاوع لهذا الفعل أي: [أغويناهم] فغووا غيا كما غوينا. قاله الزمخشري. وهذا الوجه منعه أبو علي قال: "لأنه ليس في الخبر زيادة فائدة على ما في صفته". قال: "فإن قلت: قد وصل بقوله "كما غوينا" وفيه [ ص: 689 ] زيادة. قلت: الزيادة في الظرف لا تصيره أصلا في الجملة لأن الظروف صلات" ثم أعرب هو "هؤلاء" مبتدأ و " الذين أغويناهم " خبره. و "أغويناهم" مستأنف. وأجاب أبو البقاء وغيره عن الأول: بأن الظرف قد يلزم كقولك: "زيد عمرو في داره".

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "ما كانوا إيانا يعبدون" "إيانا" مفعول "يعبدون" قدم لأجل الفاصلة. وفي "ما" وجهان، أحدهما: هي نافية، والثانية مصدرية. ولا بد من تقدير حرف جر أي: تبرأنا من ما كانوا أي: من عبادتهم إيانا. وفيه بعد.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية