الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (40) قوله : بغتة : في موضع نصب على الحال أي مباغتة. والضمير في "تأتيهم" يعود على النار. وقيل: يعود على الحين لأنه في معنى الساعة. وقيل: على الساعة التي يصيرهم فيها إلى العذاب. وقيل: على الوعد; لأنه في معنى النار التي وعدوها، قاله الزمخشري وفيه تكلف.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ الأعمش: "بل يأتيهم" بياء الغيبة. "بغتة" بفتح الغين. "فيبهتهم" بالياء أيضا. فأما الياء فأعاد الضمير على الحين أو على الوعد. وقال بعضهم: "هو عائد على النار، وإنما ذكر ضميرها لأنها في معنى العذاب، ثم راعى لفظ النار فأنث في قوله "ردها".

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: "بل تأتيهم" إضراب انتقال. وقال ابن عطية: "بل" استدراك مقدر قبله نفي، تقديره: "إن الآيات لا تأتي على حسب اقتراحهم". وفيه نظر; [ ص: 160 ] لأنه يصير التقدير: لا تأتيهم الآيات على حسب اقتراحهم، بل تأتيهم بغتة، فيكون الظاهر أن الآيات تأتي بغتة، وليس ذلك مرادا قطعا. وإن أراد أن يكون التقدير: بل تأتيهم الساعة أو النار فليس مطابقا لقاعدة الإضراب.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية