الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (68) قوله : إلا بالحق : يجوز أن تتعلق الباء بنفس "يقتلون" أي: لا يقتلونها بسبب من الأسباب إلا بسبب الحق، وأن تتعلق بمحذوف على أنها صفة للمصدر أي: قتلا ملتبسا بالحق، أو على أنها حال أي: إلا ملتبسين بالحق.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "ذلك" إشارة إلى جميع ما تقدم لأنه بمعنى: ما ذكر، فلذلك وحد. والعامة على "يلق" مجزوما على جزاء الشرط بحذف الألف. وعبد الله وأبو رجاء "يلقى" بإثباتها كقوله: "فلا تنسى" على أحد القولين، وكقراءة: "لا تخف دركا ولا تخشى" في أحد القولين أيضا، وذلك بأن نقدر علامة الجزم حذف الضمة المقدرة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ بعضهم "يلق" بضم الياء وفتح اللام وتشديد القاف من لقاه كذا. والآثام مفعول على قراءة الجمهور، ومفعول ثان على قراءة هؤلاء. والآثام: العقوبة. قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                      3499 - جزى الله ابن عروة حيث أمسى عقوقا والعقوق له آثام



                                                                                                                                                                                                                                      أي: عقوبة. وقيل: هو الإثم نفسه. والمعنى: يلق جزاء إثم، فأطلق [ ص: 503 ] اسم الشيء على جزائه. وقال الحسن: "الآثام اسم من أسماء جهنم. وقيل: بئر فيها. وقيل: واد. وعبد الله "أياما" جمع "يوم" يعني شدائد، والعرب تعبر عن ذلك بالأيام.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية