الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (51) قوله : معاجزين : قرأ أبو عمرو وابن كثير بالتشديد في الجيم هنا، وفي حرفي سبأ، والباقون "معاجزين" في الأماكن الثلاثة. والجحدري كقراءة ابن كثير وأبي عمرو في جميع القرآن وابن الزبير: "معجزين" بسكون العين.

                                                                                                                                                                                                                                      فأما الأولى ففيها وجهان، أحدهما: قال الفارسي: معناه: ناسبين أصحاب النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى العجز نحو: فسقته أي نسبته إلى الفسق". والثاني: أنها للتكثير. ومعناها: مثبطين الناس عن الإيمان. وأما الثانية فمعناها: ظانين أنهم يعجزوننا. وقيل: معاندين. وقال [ ص: 292 ] الزمخشري: "عاجزه: سابقه; لأن كل واحد منهما في طلب إعجاز الآخر عن اللحاق به. فإذا سبقه قيل: أعجزه وعجزه. فالمعنى: سابقين أو مسابقين في زعمهم وتقديرهم طامعين أن كيدهم للإسلام يتم لهم. والمعنى: سعوا في معناها بالفساد". وقال أبو البقاء: إن معاجزين في معنى المشدد، مثل عاهد وعهد. وقيل: عاجز سابق، وعجز سبق".

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية