الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      مات وعليه دين فضمن رجل دينه فأراد أن يرجع به أو يبدو له فيما ضمن قلت : أرأيت لو أن رجلا مات ، وعليه دين وله مال ، أو لا مال له ، فقال رجل : أنا ضامن لدينه ، أيكون له أن يرجع في مال الميت ، إذا أدى دين الميت ؟ وكيف إذا لم يكن للميت مال فقال : لا أدفع ما ضمنت ، أيلزمه ذلك أم لا في قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : أما إذا كان للميت مال ، فإن له أن يرجع في مال الميت ; إذ قال إنما أديت لأن أرجع في ماله ، فإذا لم يكن له مال ، فإن ذلك لازم له وليس له أن يأبى من الداء .

                                                                                                                                                                                      قلت : وهذا قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : نعم هو قول مالك إذا كان له مال .

                                                                                                                                                                                      قال : ولو ضمن ذلك عن الميت ، ولا مال للميت وهو عالم بذلك ، ثم بان للميت مال بعد ذلك لم يرجع فيه بشيء ، ورأيته غرما غرمه على وجه الحسبة .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية