الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      [ ص: 530 ] الزناة يقوم بهم الأجنبي والقائم على القاذف بعد العفو والعفو إذا أراد سترا

                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت الزناة من رفعهم إلى السلطان ، أيقيم الحد السلطان عليهم في قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : نعم مثل السرقة ، وأما القذف فليس ذلك عنده كذلك . قال ابن القاسم : ولقد أتى مالكا قوم وأنا عنده في رجلين قال أحدهما لصاحبه : يا مخنث . فأراد أن يرفعه إلى السلطان فطلب إليه حتى عفا عنه ، ثم إنه وقع بينهما بعد ذلك شر ، فأراد أن يرجع فيما عفا عنه فأتوا مالكا فسألوه عنه فقال : لا أرى له أن يرجع في ذلك .

                                                                                                                                                                                      قال ابن القاسم : وأخبرني من أثق به أنه سمع مالكا يقول في الرجل يقذف الرجل بالزنا ثم يعفو عنه قبل أن ينتهي به إلى الإمام ثم يريد أن يقوم عليه بذلك . قال : ليس ذلك له قال مالك : ولو أن قوما سمعوا رجلا يقذف رجلا ، فأتوا إلى الإمام فرفعوا ذلك إليه ، لم ينبغ للإمام أن يأخذه به حتى يكون صاحبه الذي يطلبه به .

                                                                                                                                                                                      قال مالك ولو أن الإمام سمع رجلا يقذف رجلا بالزنا ومعه من يثبت شهادته عليه أقام الإمام عليه الحد .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية