الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      منع الإمام الناس الحرس إلا بإذن والذي يغتصب الثوب فيجعله ظهارة أو الخشبة أو الحجر فيجعلها في بنيانه قال ابن القاسم : قلت لمالك : يا أبا عبد الله ، إنا نكون في ثغورنا بالإسكندرية ، فيقولون لنا : إن الإمام يقول : لا تحرسوا إلا بإذن .

                                                                                                                                                                                      قال : قال مالك : ويقول أيضا لا تصلوا إلا بإذن ، أي ليس قوله هذا بشيء وليحرس الناس ولا يلتفتوا إلى قوله هذا .

                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت لو [ ص: 189 ] أني أقررت لرجل أني قد غصبته ثوبا فجعلته ظهارة لجبتي ، أيكون علي قيمته ، أو يكون لربه أن يأخذه مني ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لربه أن يأخذه ، مثل الخشبة التي أدخلتها في البنيان ، أو يضمنك قيمة الثوب .

                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت إن أقررت لرجل أني غصبته هذا الخاتم ، ثم قلت بعدما أقررت به إن فصه لي ، أأصدق أم لا ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لا تصدق إلا أن يكون الكلام نسقا متتابعا .

                                                                                                                                                                                      قلت : وكذلك الجبة إذا أقر بها ثم قال بعد ذلك : البطانة لي ؟

                                                                                                                                                                                      قال : هذا والخاتم سواء .

                                                                                                                                                                                      قلت : أتحفظه عن مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لا .

                                                                                                                                                                                      قلت : وكذلك الدار عند مالك إذا أقر بها أنه غصبها ثم قال بعد ذلك : البنيان أنا بنيته ؟

                                                                                                                                                                                      قال : هذا مثل الخاتم سواء .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية