الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      في الرجل تقوم له البينة على متاعه أيحلف أنه ما باع ولا وهب قلت : أرأيت لو أني ادعيت عبدا في يدي رجل ، فأقمت عليه البينة أنه عبدي ، أيحلفني القاضي بالله أني ما بعت ولا وهبت ، ولا خرج من يدي بوجه من الوجوه مما [ ص: 53 ] يخرج به العبد من ملك السيد ؟

                                                                                                                                                                                      قال : نعم ، كذلك قال لي مالك : قلت : أرأيت كل شيء ادعيته في يد رجل ، عبدا أو أمة أو حيوانا أو عرضا من العروض أو ناضا أو طعاما أو غير ذلك ، فأقمت البينة أنه لي ، أكان مالك يأمر القاضي أن يحلفه مع بينته بالله الذي لا إله إلا هو ، ما خرج هذا الشيء من يديه ببيع ولا هبة ولا بوجه مما يسقط ملكه عنه ؟

                                                                                                                                                                                      قال : سمعت مالكا غير مرة يقول في الذي يدعي العبد أو الأمة أو الدابة أو الثوب أنها سرقت منه ويقيم عليها البينة : أنها شيء لا يعلمه باع ولا وهب .

                                                                                                                                                                                      قال مالك : فإذا شهدوا بهذا استوجب ما ادعى .

                                                                                                                                                                                      قال : فقيل لمالك : فلو أن شهودا شهدوا على البتات أنه ما باع ولا وهب ؟

                                                                                                                                                                                      قال مالك : هؤلاء شهدوا على ما لا يعلمون ، فهذه الشهادة الغموس .

                                                                                                                                                                                      قال : وأراهم قد شهدوا بباطل .

                                                                                                                                                                                      قال مالك : وأرى أن يحلف الإمام الذي شهدوا له بالله الذي لا إله إلا هو ما باع ولا وهب ولا أخرجه من يديه بشيء مما يخرج به من ملكه ، فأرى كل ما سألت عنه مثل هذا .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية