الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      فيمن استعار أو اكتراها فتعدى عليها قلت : أرأيت إن استعرت دابة رجل أو اكتريتها إلى موضع من المواضع ، فتعديت عليها فنفقت الدابة ؟

                                                                                                                                                                                      قال : قال مالك : رب الدابة مخير في أن يأخذ منك قيمة دابته يوم تعديت عليها ، أو يأخذ منك كراء ما تعديت به عليها ، ولا شيء له من قيمة الدابة . فإن كان إنما أكراها منه فتعدى عليها فماتت ، فإن رب الدابة مخير في أن يأخذ منه قيمتها يوم تعدى عليها ، أو الكراء من الموضع الذي ركب منه إلى الموضع الذي تعدى فيه ، ولا يكون عليه فيما ركبها في حال تعديه قليل ولا كثير . وإن أحب أن يأخذ منه كراءها إلى الموضع الأول الذي تعدى ، وكراء ما تعدى ، ولا شيء له من قيمة الدابة فذلك له .

                                                                                                                                                                                      قال : ولقد سأل رجل مالكا - وأنا عنده - عن رجل استعار دابة ليشيع عليها الحاج إلى ذي الحليفة ، فلما أتى ذا الحليفة تنحى قريبا من ذي الحليفة ، فنزل ثم رجع فنفقت الدابة في رجوعه .

                                                                                                                                                                                      قال : قال مالك : إن كان الموضع الذي تنحى إليه منزلا من منازل الناس التي ينزلونها من ذي الحليفة فلا شيء عليه ، وإن كان تعدى منازل الناس فأراه ضامنا

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية