الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      باب التشافع والشركة في الساحة والطريق قلت لابن القاسم : أرأيت لو أن قوما اقتسموا دارا بينهم ، فعرف كل واحد منهم بيوته ومقاصيره ، إلا أن الساحة بينهم لم يقتسموها ، أتكون الشفعة بينهم أم لا في قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : قال مالك لا شفعة بينهم إذا اقتسموا . قلت : فإن لم يقتسموا الساحة ، قد اقتسموا البيوت ، فلا شفعة بينهم في قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : نعم ، قال : وقيل لمالك : أرأيت إذا كانت الساحة واسعة ، فأرادوا قسمتها فيأخذ كل إنسان منهم قدر حصته يحوزه إلى منزله فيرتفق به ؟

                                                                                                                                                                                      قال : إذا كانت كذلك ولم يكن ضررا رأيت أن يقسم . قلت : أرأيت السكة غير النافدة تكون فيها دور لقوم ، فباع أحدهم داره ، أيكون لأصحاب السكة الشفعة في ذلك أم لا في قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لا شفعة لهم عند مالك . قلت : ولا تكون الشفعة - في قول مالك - بالشركة في الطريق ؟

                                                                                                                                                                                      قال : نعم ، لا شفعة بينهم إذا كانوا شركاء في الطريق . ألا ترى أن مالكا قال : لا شفعة بينهم إذا اقتسموا الدار وإن كانت الساحة بينهم لم يقتسموها

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية