الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت البيع الفاسد إذا ولاه رجل ، أيجوز ذلك أم لا ؟

                                                                                                                                                                                      قال : إن ولاه فقال : أوليك كما اشتريت ، فهذا لا يصلح وينتقض البيع أيضا ; لأنه إن كان المشتري الأول قد وقعت في صفقته بيع وسلف ، فقال للذي ولاه : أوليك هذه السلعة كما اشتريتها ، فهذا لا يصلح ; لأن هذا الثاني أيضا قد وقع في مثل ما وقع فيه الأول في بيع وسلف فلا يجوز . قلت : فإن قال : قد قامت علي هذه السلعة بمائة دينار وأنا أبيعكها بذلك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : هذا قد كذب ، لم تقم عليه بمائة دينار ; لأنه إن كان أخذها بمائة دينار على أن يتم عشرة دنانير وقيمة السلعة خمسون دينارا فلم تقم السلعة عليه بمائة دينار ، فهذا قد كذب ، فيكون المشتري بالخيار إن أحب أن يأخذ بالمائة أخذ وإن أحب أن يرد رد ، فإن فاتت في يد المشتري قبل أن يختار قومت السلعة ، فإن بلغت القيمة أكثر من المائة لم يزد عليها ; لأنه قد رضي بها أولا ، وإن كانت أقل من المائة فله ذلك .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية