الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت إن ادعيت في دار سدسها وذلك حظ رجل في تلك الدار ، فجحدني فصالحته على أن أسلمت له شقصا في دار أخرى على أن يسلم لي هذا السدس الذي ادعيته في يديه ، أتكون فيهما جميعا الشفعة أم لا في قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لا أقوم على حفظ قول مالك في هذا ، ولكن أرى الشفعة في الشقص الذي لم يكن فيه دعوى ، وأما السدس الذي كانت فيه دعوى المدعي ; فلا أرى فيه الشفعة ; لأن هذا المدعي يقول إنما أخذت حقا كان لي ولم أشتره فيؤخذ مني بالشفعة ، وتكون في الشقص الذي لم يكن فيه دعوى الشفعة ، يأخذ الشفيع الشقص بقيمة السدس الذي كانت فيه الدعوى ; لأن الذي أخذ الشقص من الدار دفع هذا السدس الذي كانت فيه الدعوى ، وهو مقر بأن السدس الذي دفع ثمن هذا الشقص الذي في يديه . ولا يمنع الشفيع من أخذ ما في يديه من هذا الشقص ; لأنه مقر أنه قد اشتراه وثمنه السدس الذي دفع إليه . وأما مدعي السدس الذي أخذه فيقول أنا لم أشتر هذا السدس ، وإنما أنا رجل أخذت حقي وصالحت في شقصي الآخر لما جحدني هذا السدس ، فافتديته بهذا الشقص الذي دفعته من مالي ، فلا يكون فيما في يديه من السدس شفعة ; لأنه لم يقر بشراء هذا السدس .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية