الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت لو أن نخلة في أرض رجل ، فأردت أن أجدها ، فقال رب الأرض لا أتركك تتخذ في أرضي ، طريقا ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لا أرى أن يمنعه من الذهاب إلى نخلته ليجدها أو ليصلحها . قلت : فإن كان رب الأرض قد زرع أرضه كلها ، فأراد أن يخرق زرعه إلى نخلته ، أيكون ذلك له ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لا أرى أن يمنع الممر إلى نخلته ، ولا أرى أن يضر صاحب النخلة لرب الأرض في الممر إلى نخلته ، إن له أن يمر ويسلك إلى نخلته هو ومن يجد له ويجمع له ، وليس له أن يجمع نفرا من الناس يفسدون عليه زرعه فيما يتواطئون به من الذهاب إلى نخلته والرجوع . قال : ولقد سئل مالك عن الرجل تكون له الأرض في وسط أرض الرجل ، فزرع الرجل ما حول أرض صاحبه من أرضه ، فأراد صاحب الأرض الوسطى أن يخرق زرع هذا الرجل إلى أرضه ببقره وماشيته ليرعى الخصب الذي في أرضه . قال مالك : لا أرى له ذلك ، وأرى أن يمنع من مضرة صاحبه ; لأنه إن سلك بماشيته في زرع هذا إلى أرضه أفسد عليه زرعه . قال ابن القاسم : وأرى له أن يدخل يحتش خصب أرضه ، ولا يمنع من ذلك ولم أسمعه من مالك .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية