الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      ما جاء في أرزاق القضاة والعمال وأجر القسام على من هو قلت لابن القاسم : هل كان يكره مالك أرزاق القضاة والعمال ؟

                                                                                                                                                                                      قال : أما العمال فكان يقول : إذا عملوا على حق فلا بأس بأرزاقهم ، وأما أرزاق القضاة فلم أر مالكا يرى بذلك بأسا .

                                                                                                                                                                                      قلت لابن القاسم : أرأيت قسام المغانم ، أيصلح أن يأخذوا عليها أجرا ؟

                                                                                                                                                                                      قال : قال مالك في قسام القاضي : لا أرى أن يأخذوا على القسم أجرا ، فقسام المغانم عندي لا ينبغي لهم أن يأخذوا على ذلك أجرا .

                                                                                                                                                                                      قلت : لم كره مالك أرزاق القسام وجوز أرزاق العمال ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لأن أرزاق القسام إنما يؤخذ ذلك من أموال اليتامى ، وأرزاق العمال إنما تؤخذ من بيت المال .

                                                                                                                                                                                      قلت : أفرأيت إن جعل للقسام أرزاقا من بيت المال ؟

                                                                                                                                                                                      قال : أرى أنه إذا جعل للقسام أرزاقا من بيت المال ، أنه لا بأس بذلك . قال مالك : وكذلك أشياء من أمور الناس مما ينوبهم ، يبعث فيها السلطان إنما ذلك على السلطان يرزقون من بيت مال المسلمين .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية