الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      اختلاف الورثة في قسمة الدور قلت : أرأيت دورا بين قوم شتى أرادوا أن يقتسموا ، فقال رجل منهم : اجعلوا نصيبي في دار واحدة ، وقال بقيتهم : بل يجعل نصيبك في كل دار ؟

                                                                                                                                                                                      قال : سألت مالكا عن الشركاء يريدون قسم دورهم فقال : إن كانت الدور في موضع واحد رأيت أن يجعل نصيب كل واحد في دار يجمع نصيبه في دار واحدة في موضع واحد ولا يفرق أنصباءهم في كل دار ، وإن كانت مواضعها مختلفة مما تشاح الناس فيها للعمران أو لغير العمران ، رأيت أن تقسم كل دار على حدتها . قال : وأخبرني بعض أهل المدينة قال - وأراه من قول مالك - أن الرجل إذا مات وترك دورا وكان ورثته في دار من دوره كانوا يسكنونها ، ودوره التي ترك سواء كلها في مواضعها وفي تشاح الناس فيها ، فتشاح الورثة في الدار التي كانوا يسكنونها ، أنها تقسم بينهم هذه الدار ويجعل لكل واحد منهم فيها نصيب إذا كانت الدور التي ترك الميت في غير هذا الموضع الذي الدار فيه التي يسكنونها ، ثم يقسم ما بقي من الدور فيجعل نصيب كل واحد منهم في دار تجمع نصيبه في موضع واحد إذا كانت الدور في نفاقها عند الناس وتشاح الناس على مواضعها سواء ، وكان بعضها قريبا من بعض وذلك كله رأيي .

                                                                                                                                                                                      قلت : فإن تباعد ما بين الدارين ، تكون الدار في موضع من المدينة والدار الأخرى في الناحية الأخرى من المدينة ، إلا أن مواضعها ورغبة الناس فيها في تلك المواضع وتشاح الناس في الموضعين سواء ؟

                                                                                                                                                                                      قال : فهاتان يجمع نصيب كل إنسان منهم في موضع واحد من إحدى الدارين ولا يقسم نصيبه في هذه وهذه ; لأن الدارين سواء في المواضع والنفاق عند الناس ، ولا يلتفت إلى افتراق الدارين في ذلك المصر إذا كانتا بحال ما وصفت لك .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية