الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت إن قال لابنه : يا ابن الزانية . فقام بحد أمه ، أيحد له الأب في قول مالك أم لا ؟

                                                                                                                                                                                      قال : نعم يحد له ، لأن الحد ههنا ليس له ، إنما الحد لأمه ، وإنما قام هو بالحد لأمه قال : وهذا إذا كانت الأم ميتة ، فأما إذا كانت الأم حية فليس للولد أن يقوم بذلك إلا أن توكله . قال : ولقد سمعت مالكا ، وسأله قوم عن امرأة كانت لرجل ففارقها وله منها ولد فتزوجت رجلا فولدت له ولدا فكان بينه وبين ولده منها كلام فقال : أشهدكم أنهم ليسوا بولدي . فقام إخوتهم لأمهم - بنو المرأة من غيره - فقالوا : نأخذك بحد أمنا لأنك قذفتها وقامت الأم بذلك . قال مالك : أرى أن يحلف بالله الذي لا إله إلا هو ما أراد قذفا ، وما قال لهم ذلك إلا كما يقول الرجل لولده : لو كنتم ولدي لأطعتموني وما يشبه هذا مما يقوله الرجل لولده ، فإن حلف سقط عنه الحد .

                                                                                                                                                                                      قال ابن القاسم : وأرى أنه إن لم يحلف جلد الحد .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية