الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت لو أن رجلا سرق من رجلين سلعة ، قيمتها ثلاثة دراهم ، وأحد الرجلين المسروق منهما غائب ، أيقطع أم لا ؟ قال نعم يقطع في رأيي قلت : أفيقضى لهذا الحاضر بنصف قيمة السرقة إذا كانت مستهلكة في قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : نعم .

                                                                                                                                                                                      قلت : فإن قدم الغائب وأصاب السارق عديما ؟ قال : إن كان يوم قطعت يده مليا ثم أعدم بعد ذلك ، فإنه يأخذ نصف ما أخذ الشريك ويتبعان جميعا السارق بنصف قيمة السلعة الباقية . وإن كان يوم قطعت يده لم يكن له من المال إلا مقدار ما أخذ شريكه ، رجع عليه فشاركه ولم يرجع على السارق بشيء ولم يتبع به . وهذا مثل ما قال مالك في الشريكين ، يكون لهما الدين على الرجل يطلبه أحدهما بحصته فيأخذ حصته ، ثم يقدم صاحبه الغائب فيصيب الذي كان عليه الدين عديما ، أنه يرجع على شريكه بنصف ما قبض فيأخذه منه .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية