الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت إن كان الصبي أمام والرجل خلف ، فوطئت الدابة إنسانا ؟ قال : أراه على الصبي إن كان قد ضبط الركوب ; لأن ما وطئت الدابة - في قول مالك - فهو على المقدم إلا أن يكون المردف قد صنع بالدابة شيئا على حال ما وصفت لك ، فيكون ذلك عليهما جميعا - على المقدم والمؤخر - لأن اللجام في يد المقدم .

                                                                                                                                                                                      قال ابن القاسم : وإن كانت قد ضربت من فعل الرديف برجلها فأصابت إنسانا ، فلا شيء على المقدم من ذلك ; لأن المقدم لا يضمن النفحة بالرجل إلا أن يكون ذلك من فعله عند مالك .

                                                                                                                                                                                      قال ابن القاسم : وأرى إن كان فعل بها الرديف شيئا فوثبت الدابة من غير أن يعلم المقدم بذلك فوطئت إنسانا ، فالضمان على الرديف إذا كان يعلم أن المقدم لم يكن يستطيع حبسها فهو على الرديف .

                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت حين قلت إن اللجام في يد المقدم ، فلم لا تضمنه ما كدمت الدابة ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لأن الدابة تكدم وهو غافل لا يعلم بذلك . قال : فإن كان شيئا يستيقن أنه من غير سببه ، فليس عليه شيء وإن كان يعلم أنه من سببه فهو له ضامن .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية