الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2866 - "ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ إصلاح ذات البين؛ فإن فساد ذات البين هي الحالقة" ؛ (حم د ت)؛ عن أبي الدرداء ؛ (صح) .

التالي السابق


(ألا أخبركم بأفضل) ؛ أي: بدرجة هي أفضل؛ (من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟) ؛ أي: المستمرات؛ أو الكثيرات؛ قالوا: أخبرنا به؛ قال: (إصلاح ذات البين) ؛ أي: إصلاح أحوال البين؛ حتى تكون أحوالكم أحوال صحبة وألفة؛ أو هو إصلاح الفساد والفتنة التي بين القوم؛ (فإن فساد ذات البين هي الحالقة ) ؛ أي: الخصلة التي شأنها أن تحلق؛ أي: تهلك وتستأصل الدين؛ كما يستأصل الموسى الشعر؛ أو المراد: المزيلة لمن وقع فيها؛ لما يترتب عليه من الفساد والضغائن؛ وذلك لما فيه من عموم المنافع الدينية؛ والدنيوية؛ من التعاون والتناصر والألفة والاجتماع على الخير؛ حتى أبيح فيه الكذب؛ وكثرة ما يندفع من المضرة في الدنيا؛ والدين؛ بتشتت القلوب؛ ووهن الأديان؛ من العداوات؛ وتسليط الأعداء؛ وشماتة الحساد؛ فلذلك صارت أفضل الصدقات.

(حم د) ؛ في الأدب؛ (ت) ؛ في الزهد؛ (عن أبي الدرداء ) ؛ وصححه الترمذي ؛ وقال ابن حجر : سنده صحيح؛ وأخرجه البخاري ؛ في الأدب المفرد؛ من هذا الوجه وغيره.




الخدمات العلمية