الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3975 - "خيار أمتي علماؤها؛ وخيار علمائها رحماؤها ؛ ألا وإن الله (تعالى) ليغفر للعالم أربعين ذنبا قبل أن يغفر للجاهل ذنبا واحدا؛ ألا وإن العالم الرحيم يجيء يوم القيامة وإن نوره قد أضاء؛ يمشي فيه ما بين المشرق والمغرب؛ كما يضيء الكوكب الدري"؛ (حل خط)؛ عن أبي هريرة ؛ والقضاعي ؛ عن ابن عمر ؛ (ض) .

[ ص: 462 ]

التالي السابق


[ ص: 462 ] ( خيار أمتي علماؤها) ؛ العالمون بالعلوم الشرعية؛ العاملون بها ؛ قال (تعالى): كنتم خير أمة أخرجت للناس ؛ والعلماء منهم خيار الخيار؛ يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ؛ وشرف العلوم على حسب شرف المعلوم؛ حتى ينتهي إلى العلم بالله؛ كما قال المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: "أنا أعلمكم بالله" ؛ (وخيار علمائها رحماؤها) ؛ أي: الذين يرحمون الناس منهم؛ فإن أبعد القلوب من الله القلب القاسي؛ وفي رواية - بدل "رحماؤها"-: "حلماؤها"؛ و"الحليم": الذي لا يستفزه الغضب؛ ولا عجلة الطبع؛ وعزة العلم؛ فالحلم جمال العلم؛ (ألا) ؛ حرف تنبيه؛ (وإن الله - تعالى - ليغفر للعالم) ؛ العامل؛ (أربعين ذنبا؛ قبل أن يغفر للجاهل) ؛ أي: غير المعذور في جهله؛ (ذنبا واحدا) ؛ إكراما للعلم وأهله؛ والظاهر أن المراد بالأربعين التكثير؛ لكن ربما صدر عنه أنهم أناطوا إرادة التكثير بالسبعين؛ وما قبلها من المنازل؛ (ألا وإن العالم الرحيم) ؛ بخلق الله - تعالى - (يجيء يوم القيامة؛ وإن نوره) ؛ أي: والحال أن نوره؛ (قد أضاء) ؛ له؛ (يمشي فيه ما بين المشرق والمغرب) ؛ إضاءة قوية؛ (كما يضيء الكوكب الدري) ؛ في السماء؛ وهذا فيه إبانة لعظم العلم؛ وفضل أهله.

(حل خط) ؛ والقضاعي ؛ عن ابن عمر )؛ قال شارحه: غريب جدا؛ عن عبد الله بن محمد بن جعفر ؛ عن زكريا الساجي ؛ عن سهل بن بحر ؛ عن محمد بن إسحاق السلمي ؛ عن ابن المبارك ؛ عن الثوري ؛ عن أبي الزناد ؛ عن أبي حازم ؛ عن أبي هريرة ؛ (خط) ؛ من هذا الطريق؛ (عن أبي هريرة ) ؛ ثم قال أبو نعيم : غريب لم نكتبه إلا من هذا الوجه؛ وقال الخطيب : حديث منكر؛ ومحمد بن إسحاق السلمي أحد الغرباء المجهولين؛ وأورده ابن الجوزي في الواهيات؛ وقال: أنكره الخطيب ؛ وكأنه لم يتهم به إلا السلمي ؛ وقال في الميزان: هذا خبر باطل؛ والسلمي فيه جهالة؛ أهـ؛ وحكى عنهم المؤلف وأقره؛ لكنه قال: له طريق أخرى؛ عن ابن عمر ؛ وهي ما أشار إليها هنا بقوله: ( والقضاعي ) ؛ في مسند الشهاب؛ عن محمد بن إسماعيل الفرغاني ؛ عن الحاكم ؛ عن أبي الحسن الأزهري ؛ عن أحمد ؛ عن خالد القرشي ؛ (عن ابن عمر ) ؛ ابن الخطاب ؛ والخبر باطل؛ أهـ؛ وحكاه المؤلف في مختصر الموضوعات؛ وسكت عليه؛ فلم يتعقبه.




الخدمات العلمية