الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2651 - "إني أحرج عليكم حق الضعيفين: اليتيم؛ والمرأة " ؛ (ك هب)؛ عن أبي هريرة ؛ (صح) .

التالي السابق


(إني أحرج) ؛ لفظ رواية البيهقي : "أحرم"؛ (عليكم) ؛ أيها الأمة؛ (حق الضعيفين) ؛ أي: ألحق الحرج؛ وهو الإثم؛ بمن ضيعهما؛ فأحذره من ذلك تحذيرا بليغا؛ وأزجره زجرا أكيدا؛ ذكره النووي ؛ وقال غيره: أضيقه وأحرمه على من ظلمهما؛ قال الزمخشري : ومن المجاز: "وقع في الحرج"؛ وهو ضيق المأثم؛ و"أحرجني فلان"؛ أوقعني في الحرج؛ و"حرجت الصلاة على الحائض؛ والسحور على الصائم لما أصبح"؛ أي: حرما؛ وضاق أمرهما؛ و"ظلمك على حرج"؛ أي: حرام؛ [ ص: 21 ] ضيق؛ و"تحرج فلان من كذا"؛ أي: تأثم؛ وحلف بالمحرجات؛ أي: بالطلاق الثلاث؛ (اليتيم؛ والمرأة) ؛ وجه تسميتهما بالضعيفين؛ ظاهر؛ بل محسوس؛ وقد مر ذلك مبسوطا؛ فراجعه.

(ك) ؛ في الإيمان؛ (هب) ؛ كلاهما؛ (عن أبي هريرة ) ؛ قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول ذلك على المنبر؛ أي: في الخطبة ؛ قال الحاكم : على شرط مسلم ؛ وأقره الذهبي ؛ لكن فيه أبو صالح؛ كاتب الليث ؛ ضعيف؛ ومحمد بن عجلان ؛ أورده الذهبي في الضعفاء؛ وقال: ذكره البخاري في الضعفاء؛ وقال الحاكم : سيئ الحفظ؛ وسعيد بن أبي سعيد المقبري قال الذهبي : لا يحل الاحتجاج به؛ وقضية صنيع المؤلف أن هذا لم يخرجه أحد من الستة؛ والأمر بخلافه؛ فقد رواه النسائي عن خويلد بن عمرو الخزاعي ؛ مرفوعا؛ بلفظ: "اللهم إني أحرج حق الضعيفين؛ اليتيم والمرأة " ؛ قال في الرياض: وإسناده حسن جيد؛ فلو عزاه المؤلف إليه؛ كان أولى.




الخدمات العلمية