الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2721 - "انتهاء الإيمان إلى الورع؛ من قنع بما رزقه الله؛ دخل الجنة؛ ومن أراد الجنة لا شك؛ فلا يخاف في الله لومة لائم" ؛ الدارقطني ؛ في الأفراد؛ عن ابن مسعود ؛ (ض) .

التالي السابق


(انتهاء) ؛ بالمد؛ (الإيمان؛ إلى الورع) ؛ أي: به تزكو الأعمال؛ أي: غاية الإيمان وأقصى ما يكون أن يبلغه من القوة والرسوخ؛ أن يبلغ الإنسان درجة الورع؛ الذي هو الكف عن المحرمات؛ وتوقي التورط في الشبهات ؛ والارتباك في الشهوات؛ (من قنع) ؛ أي: رضي؛ (بما رزقه الله) - تعالى -؛ قليلا كان؛ أو كثيرا؛ (دخل الجنة) ؛ أي: مع السابقين الأولين؛ أو من غير سبق عذاب؛ فإنه لما ترك الحرص والطمع؛ وفوض أمره إلى الله؛ ورضي بما قسمه له؛ وأمل منه الخير والبركة؛ حقق الله ظنه؛ وبلغه مأموله في الدنيا؛ والآخرة.

(تنبيه) :

قال الغزالي : الورع أربع مراتب : ورع العدول؛ وهو الكف عما يفسق تناوله؛ وورع الصالحين؛ وهو ترك ما يتطرق الاحتمال له؛ وورع المتقين؛ وهو ترك ما لا شبهة في حله؛ لكنه [ ص: 53 ] قد يجر إلى محرم؛ أو مكروه؛ وورع الصديقين؛ وهو ترك ما لا بأس به أصلا؛ لكنه يتناول لغير الله؛ (ومن أراد الجنة؛ لا شك؛ فلا يخاف في الله لومة لائم) ؛ أي: لا يمتنع عن القيام بالحق للوم لائم له عليه.

(قط؛ في الأفراد؛ عن ابن مسعود ) ؛ قال الدارقطني : تفرد به عنبسة عن المعلى ؛ والمعلى عن شقيق ؛ قال ابن الجوزي : وعنبسة والمعلى متروكان؛ قاله النسائي وغيره؛ وقال ابن حبان : يرويان الموضوعات؛ لا يحل الاحتجاج بهما.




الخدمات العلمية