الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2892 - "إياك والتنعم؛ فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين" ؛ (حم هب)؛ عن معاذ ؛ (ح) .

التالي السابق


(إياك والتنعم؛ فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين) ؛ لأن التنعم بالمباح - وإن كان جائزا - لكنه يوجب الأنس به؛ ثم إن هذا محمول على المبالغة في التنعم؛ والمداومة على قصده ؛ فلا ينافيه ما ورد في المستدرك؛ وغيره؛ أن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أهديت له حلة اشتريت بثلاثة وثلاثين بعيرا؛ وناقة؛ فلبسها مرة ؛ على أنه وإن داوم على ذلك فليس غيره مثله؛ فإن المعصوم واقف على حدود المباح؛ فلا يحمله ذلك على ما يخاف غائلته من نحو بطر؛ وأشر؛ ومداهنة؛ وتجاوز إلى مكروه؛ ونحو ذلك؛ وأما غيره فعاجز عن ذلك؛ فالتفريج على تنعمه بالمباح خطر عظيم؛ لإبعاده عن الخوف؛ قال العارف الجنيد : دخلت على العارف السري ؛ وهو يبكي؛ فسألته؛ فقال: جاءته البارحة الصبية؛ فقالت: يا أبت هذا الكوز أعلقه لك يبرد؛ فنمت؛ فرأيت جارية من أحسن الخلق؛ نزلت من السماء؛ فقلت: لمن أنت؟ قالت: لمن لا يشرب الماء المبرد؛ فكسرت الكوز.

(حم هب؛ عن معاذ ) ؛ قال الهيثمي : رجال أحمد ثقات؛ وقال المنذري - بعدما عزاه لأحمد والبيهقي -: رواة أحمد ثقات.




الخدمات العلمية