الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3413 - "التوبة النصوح؛ الندم على الذنب حين يفرط منك ؛ فتستغفر الله (تعالى)؛ ثم لا تعود إليه أبدا"؛ ابن أبي حاتم ؛ وابن مردويه ؛ عن أبي ؛ (ض) .

التالي السابق


( التوبة النصوح ) ؛ أي: الصادقة؛ أو البالغة في النصح؛ أو الخالصة؛ أو غير ذلك؛ قال القرطبي : في تفسيرها ثلاث وعشرون قولا؛ (الندم على الذنب حين يفرط منك؛ فتستغفر الله؛ ثم لا تعود إليه أبدا) ؛ أي: ثم تنوي ألا تعود إليه بقية عمرك؛ بأن يوطن قلبه؛ ويجرد عزمه على عدم العود إليه البتة؛ فإن ترك وتردد في عوده إليه؛ فهو لم يتب منه.

(تنبيه) :

قال العارف ابن عربي : إذا فتح الله عين بصيرتك؛ ورزقك الرجوع إليه؛ المسمى "توبة"؛ فانظر: أي حالة أنت عليها؛ لا تزول عنها؛ إن كنت واليا اثبت على ولايتك؛ أو عزبا فلا تتزوج؛ أو متزوجا فلا تطلق؛ واشرع في العمل بتقوى الله في الحالة التي أنت عليها؛ كائنة ما كانت؛ فإن لله في كل حال باب قربة إليه؛ فاقرع ذلك الباب؛ يفتح لك؛ فلا تحرم نفسك خيره؛ ولا تتحرك بحركة [إلا] ناويا فيها قربة؛ حتى المباح؛ فإن فيه قربة من حيث إن إيمانك به أنه مباح؛ ولهذا أتيته؛ فتثاب عليه؛ ولا بد - حتى المعصية إذا أتيتها - فانو المعصية فيها؛ أي أنها معصية؛ فتؤجر في الإيمان بها أنها معصية؛ ولذلك لا تخلص معصية للمؤمن من غير أن يخالطها عمل صالح؛ وهو الإيمان بكونها معصية؛ وهم الذين اعترفوا بذنوبهم؛ خلطوا عملا صالحا [وآخر سيئا]؛ إلى هنا كلامه.

( ابن أبي حاتم ؛ وابن مردويه ) ؛ في التفسير؛ (عن أبي ) ؛ ابن كعب .




الخدمات العلمية